الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لقاء واحد يكفي
Scorpio Summer

الكاتبة : جاكلين غيلبيرت
------------
الملخص
------------
كل منا يسعى وراء حلم معين بقناعة ذاتية همها الوحيد اختصار المسافة بين اثنين.قد يكون هذا هو مايسمى بالحببعد ستة أشهر من الهروب,وفي محاولة يائسة لنسيان حبها الفاشل لرجل متزوج ,أيقنت فرنسيس هارون انها شفيت أخيرا وهي على استعداد للدخول في تجربة حب جديدة مع هذا الغريب الذي علقت واياه بالصدفة في مصعد معطل. فيلكس رافنسكار من برج العقرب,عازب متكبر يقرب سلوكه من الاستهتار المزعج احيانا ولكنه ايضا مخرج ذكي. ناجح في عمله وله عينان جذابتان لهما القدرة على اختراق السطح العادي الى حيث تختبئ العواطف الكامنة وتنتظر في الأعماق عملت معه في مسلسل تلفزيوني وهي مصمه على ان لاتمنحه حبها ما لم يبادلها نفس الشعور ,وبنفس الحدة والحرارة هل كان لقاؤهما كافيا ليحدث هذا ؟ام ان الخيبة,هذه المرة ايضا,ستقلب صفحة اخرى في كتاب حياتها؟
---------------------------------
الفصل الأول : مصعد إلى النجوم
---------------------------------
رياح عاصفة تهب على شارع ريجينت في مدينة لندن , الشمس خفيفة وخدولة تطل لدقائق وتختفي بسرعة بعد أن تلقى كل ترحيب وسرور , الحدائق العامة تكسوها زهور النرجس الصفراء وبعض النباتات والعشب الأخضر. رفعت فرنسيس روز هارون وجهها ونظرت صوب الشمس الباهتة ثم أسرعت خطاها وهي تفكر بالربيع القادم ببطء , شعرت بفرح يغمرها وهي تتذكر الربيع المقبل والحياة المتجددة والأمل المنشود بالنسبة الى حياتها وعملها , فالأمل هو شعارها لهذا اليوم وهي متحمسة وكلها نشاط , مشرقة كزهور النرجس الضاحكة , تمشي مشية سريعة رأسها مرفوع الى أعلى , واثقة من نفسها , شامخة. لقد أستلمت رسالة قصيرة من زميلتها التي تسكن معها في الشقة الصغيرة , زوي ألكسندر , كانت السبب المباشر لبهجتها وشعورها المتفائل , مدت يدها من جديد الى جيبها وتحسست الرسالة ,ورقها من أجود الأنواع , صديقتها تستعمله دائما في مراسلاتها , تذكرت كلمات الرسالة التي تقول: " فرنسيس , لقد سمعت من مصدر موثوق أن هناك تجربة في الأداء للممثلات الجديدات في الثانية والنصف بعد الظهر في أستوديوهات التلفزيون في شارع أدجوار في جنوب لندن , يطلبون ممثلة تتقن لهجة أهل الجنوب من منطقة كورنوال , أتصلي بالسيد توم ويفربل هناك وأتمنى لك حظا سعيدا ونجاحا كبيرا".
ثقتها بصديقتها زوي كبيرة لأنها على أتصال بمسؤولين مهتمين في حقل التمثيل , أما الحظ فهي تحتاجه اليوم أكثر من أي يوم آخر , الحظ يلعب دورا بارزا في هذه التجارب , لقد خبرت هذه الحقيقة بنفسها أثناء عملها ولكثرة ما قامت من تجارب في الآداء , عدم نجاح المشتركة في تجربة الآداء مرده أسباب عديدة أخرى بعيدة كل البعد عن المقدرة والكفاءة , ولكنها اليوم تشعر بأن الفشل ليس من نصيبها , فالنهار يبتسم لها والأمل كبير يدفئها وتوصية زوي بها لا بد وأنها ترتكز على أساس متين , أما لهجة أهل كورنوال فهي تمتلكها بالفطرة. تذكرت فرنسيس أيام طفولتها التي أمضتها في جنوب أنكلترا .... في جنوب غربي أنكلترا حيث كانت ترافق والدها الطيب أثناء العطل المدرسية في تنقلاته اليومية لأستفقاد مرضاه , تذكرت صخورها هارتلاند وشابتوز, وكيف كانت تجوب منطقة بودمتمور سيرا على الأقدام مع والدتها والنزهات الخلوية في منطقة ترتغي كوت وحدائق براون ويللي حيث كانت تقطف الأزهار البرية وتفتش عن المتحجرات فوق الصخور , اللهجة تملكها بالسليقة ولن يصعب عليها أن ترطن بها بعفوية. غمرها الحزن وهي تتذكر عائلتها والحنان الذي أفتقدته بموتهم , أنها يتيمة الأبوين منذ عشر سنوات , أقرب عائلة لها هي عائلة صديقتها زوي , لقد رحبوا بها كفرد من أفراد العائلة وأعتبرتها زوي شقيقة صغرى لها.... ومع ذلك فعاطفة والديها الدافئة لا يعادلهما أي حنان في العالم. حاولت فرنسيس أن تبعد ذكرياتها الأليمة من خاطرها .... فاليوم هو يوم بلسم بالنسبة لها وهي متفائلة بالمستقبل ولن تنظر اى الوراء. مر بها رجل مسرع ودفعها بخشونة بذراعيه وهو يوسع طريقه وسط الزحام , بعض الناس لا يتهاونون في أيذاء الآخرين دون أهتمام , نظرت الى الرجل وهو يسرع خطاه.
قالت سيدة قربها وقد أصطدم بها بطريقة أدت الى تبعثر مشترياتها وأكياسها: " لا يهمه من يؤذي وهو مسرع في طريقه". أنحنت فرانسيس تساعدها في لملمة الخضار وبعض التفاح , ركضت خلف تفاحة أبتعدت قريبا من سيدة متقدمة في السن , نظرت فرنسيس الى السيدة الي بدت كأنها تتفرح على واجهات المحلات التجارية وشعرت أنها تتمسك بزجاج الواجهة كأنها ستغيب عن وعيها أو تسقط أرضا , ركضت فرنسيس لمساعدتها بحذر وقالت لها: " آسفة.... هل تشعرين بأي شيء؟ هل أنت بخير ؟". نظرت اليها ثم أكملت:
" هيا , أستندي الى ذراعي , يبدو عليك التعب والمرض , هل أطلب لك المساعدة؟". " أرجوك يا عزيزتي أن تساعديني". أشارت الى حقيبة يدها الجلدية الفاخرة المعلقة في ذراعها وأكملت: " يوجد علبة أدوية في جيبة صغيرة داخل الحقيبة ". فعلت فرنسيس كما طلب منها , وجدت علبة الأدوية وأستخرجت حبة بيضاء ناولتها للسيدة الجليلة , أمسكتها السيدة بيد مرتجفة ووضعتها على طرف لسانها وأبتلعتها , بقيتا صامتتين لدقائق وفرنسيس تمسك بها كي لا تقع أرضا : " لا تهتمي يا عزيزتي , سأتحسن بعد قليل , بعد أن تأخذ حبو الدواء مفعولها المرتقب". " أنت تحتاجين لعناية طبية فورية , سأطلب سيارة أجرة". تمتمت السيدة بجهد: " أنا معتادة على ذلك".
وجدت فرنسيس سيارة الأجرة , أشارت اليها ولحسن حظها توقفت قربها فورا. " هيا معي لأساعدك حتى سيارة الأجرة , لا تستعجلي نفسك أرتاحي على كتفي". " أنت لطيفة ومهذبة". " أرجوك أن لا تتكلمي , أنا واثقة بأن الكلام يتعبك , سنصل بعد قليل بأمان الى منزلك وترتاحين". نزل سائق السيارة وساعد في أدخال السيدة المتعبة الى المقعد الخلفي , قال السائق متلهفا وهو ينظر الى شحوبها الواضح: " هل سيغمى عليها؟". " لا أعرف , ولكن أرجوك أن تسرع". نظرت الى السيدة تسألها: " أين العنوان؟".
ترددت السيدة , نظرت فرنسيس أليها وأضافت بحنان: " سأرافقك وأتأكد من وصولك سالمة الى منزلك , أرجوك أعطيه العنوان". أعطت السيدة عنوانها للسائق وهي تنظر الى فرنسيس شاكرة بصمت , تابعت فرنسيس مراقبتها للسيدة الجليلة بتمعن , كانت ترتدي جزمة رمادية جلدية ثمينة وتتكلم بلطف ورقة دون تبجج , يظهر أنها تنتمي الى الطبقة الأرستقراطية الرفيعة وعمرها يناهز الستين أو يقارب السبعين , ثيابها الأنيقة تناسب عمرها وقد تزينت بدورين من الؤلؤ في جيدها وترتدي معطفا من الفراء الأصلي , بينما يتوهج في أذنيها قرطان من الماس البراق مما يؤكد ثراءها وغناها.
تمسك بعصا في يدها لتساعدها على التنقل وقد زينت أصابعها بالعديد من الخواتم ذات الأحجار الكريمة. مالت فرنسيس نحوها وسألتها: " كيف حالك الآم؟". " أشعر ببعض التحسن , لا تخافي يا عزيزتي , لقد ساعدتني كثيرا بوجودك قربي , القليل من الناس يتصرف كتصرفك حيال الغريب , أتمنى أن لا أكون قد أخّرتك عن بعض أعمالك". كان صوتها حنونا وقد أكتسب من الحياة الخبرة والأقناع وهي تخرج كلماتها بشكل ساحر جذاب

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع